الشخصية المصرية ..
صفحة 1 من اصل 1
الشخصية المصرية ..
دائما يراودنى هذا السؤال ..
ماذا حدث للشخصية المصرية ؟ وما اسباب التغيرات فى هذه الشخصية ؟
فلنقرأ رأى الدكتور عكاشة :
د.عكاشة: الديمقراطية دواء الفساد
مديحة النحراوي
كثيرة هي المتغيرات التي تأثرت بها الشخصية المصرية خلال السنوات الخمسين الماضية, وبعضها بلغ تأثيره حد الزلزلة مثل نكسة1967.
وبعضها أدي إلي تغيير تركيبة المواطن المصري كالانفتاح والعشوائية والبطالة والخصخصة والفقر. والنتيجة في جميع الحالات: إنسان آخر وأخلاق مختلفة ونمط تفكير مغاير لما عهدناه في الانسان المصري.
الأسباب نرصدها مع الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة رائد الطب النفسي ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسي سابقا, في هذا الحوار الذي يعرض فيه رؤيته لهذه المتغيرات, ويرسم خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة, كما نتناول معه العديد من القضايا كالفساد وفتنة العدالة بين القضاة والمحامين, والعلاج علي نفقة الدولة, وغير ذلك من القضايا العربية والدولية.
في البداية سألته:
س) ما أخطر المتغيرات التي طرأت علي الشخصية المصرية؟
ج) الشخصية تولد بواحد من خمسة أمزجة وراثية: الاكتئاب ـ العصبي القلق ـ المتقلب ـ النشط, وبجانب هذا المزاج الوراثي, فإن الاخلاق تعتبر الجزء المكمل, والتي تتكون وتتشكل حسب البيئة والمجتمع والقيم, وقد كانت نكسة يونيو أشد المتغيرات تأثيرا, فقد هدمت جدار الثقة في المسئولين, وتلاها الانفتاح الاستهلاكي غير المرشد والرغبة في الربح السريع والفهلوة, وكانت أصعب المتغيرات هي كامب ديفيد التي فقد بسببها المصري حسه القومي, ووجد نفسه مجبرا علي التقوقع في قوميته المصرية الذاتية, وتمحورت ذاته حول الأنانية, وحتي بعد أن عادت العلاقات العربية ـ المصرية كان هناك شيء قد انكسر داخل نفس المصري, وحتي عندما عاد المصريون للعمل في الدول العربية تراجعت ريادتهم في الطب والتعليم والغناء وغيرها من المجالات, وعادوا متخلقين بقيم أهل الخليج رغم اختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية, فقلدوهم في طريقة معيشتهم, وانجابهم لعدد كبير من الأطفال, ومع الضغوط العصبية التي تزامنت مع كثرة الانجاب اتجهت بوصلة الاخلاقيات الي العنف والعدوان والجرائم والادمان, وحتي الاضطرابات السلوكية لدي الأطفال والشباب, وتفاقمت هذه الأزمات مع الزحام الشديد والفقر والبطالة, فغابت العدالة, وتدهورت خدمات الصحة والتعليم, وعجزت الدولة عن الوفاء بالخدمات علي الوجه المناسب, فقتلت الزحمة الرحمة وانقطع التواصل بين المصريين, وراح كل مواطن يعيش في جزيرة منعزلة دون روابط اجتماعية أو انتماء للوطن.. فالفقراء القادرون بنوا مساكن عشوائية, وبلغ عدد سكانها12 مليون نسمة وأجبروا الحكومة علي توصيل المرافق اليهم رغم ان الجانبين ـ الحكومة والسكان ـ يعلمون تماما أن هذه المساكن غير آمنة, وقد تنفجر منها جرائم تؤلم الضمير الانساني, بينما يعيش مصريون آخرون في أعلي السلم الاجتماعي في منتجعات مغلقة عليهم, يتعلمون في مدارس وجامعات أجنبية, ويتلقون أغلي علاج ويعملون في أفضل الأعمال بأعلي الدخول, أما الطبقة الوسطي فهي في حالة ضمور مستمر, وهذا مؤشر اجتماعي خطير لأن المفروض ان هذه الطبقة أساس النهضة العلمية والثقافية والسياسية في كل بلدان العالم.
س) وكيف نواجه هذه الأزمة؟!
ج) أري أن الخطوة الأولي هي وجود القدوة من المسئولين والشفافية والقدرة علي مساءلتهم وتداول السلطة.. فإعادة الثقة ضرورية, يكفي أن أشير الي أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء كشف في تقرير له عن أن48% من المواطنين لا يثقون في بعضهم ولا في المؤسسات الأمنية والتشريعية والقضائية, وفقدان الثقة يفقد المواطن والدولة قوتيهما, وعندما لا يستفيد المواطن من خدمات المراكز والأقسام, ولا يلجأ للقضاء للبطء الشديد في الفصل في القضايا فإنه يأخذ حقه بنفسه, فتقع جرائم مفزعة تذهل المجتمع كالسائق الذي قتل زملاءه بمدفع رشاش.
فتنة العدالة
س) وما توصيفك لفتنة العدالة بين القضاة والمحامين؟
ج) ما يحدث نوع من الكوميديا الساخرة فقد تمسك كل طرف بموقفه ضد الآخر, واتحد المحامون وكذلك القضاة في خصومة ثأرية أحدهما يشعر بأنه قد أهين والآخر يتهمه بأنه تطاول عليه, لكن في النهاية يبقي المتضرر الوحيد من غياب طرفي العدالة هم المتقاضون.
س) مأثور عنك قولك: منابع الفساد هي صانعة ثقوب الضمير.. فهل تصف لنا روشتة العلاج؟!
ج) الدواء الرئيسي هو الديمقراطية الحقيقية التي تعيد الثقة للمواطن, فيخرج الناخب من بيته ليختار من يمثله.. فهل يعقل أن يدلي20% فقط بأصواتهم في انتخابات الشوري؟ هل تعلمين أنه في موريتانيا شارك72% من الناخبين في الاقتراع؟
س) وما دور المثقفين والإعلام وأصحاب الرأي؟
ج) كل منهم تمحور حول نفسه ويحاور ذاته, لا يريد أحد أن يقول شيئا أو يسمع الآخرين, وكل من يسجل هدفا تصفق له فرقته وتعتبر الآخر أخفق مع أن هذا في حد ذاته انتقاص لقيمة البلد وخيانة له.. والعلاج هو التوحد الكامل بين الفرق المختلفة بدلا من تناحرها, ولنبدأ بلجنة تضم ممثلين عن جميع الأحزاب والقوي الوطنية تتفق ولو علي قضية واحدة مبدئيا كقضية التعليم واصلاحه.
س) لو أنك وزير للصحة النفسية.. فما هي أولوياتك؟
ج) أولا لا يوجد وزارة بهذا الاسم, ثانيا: ميزانية الدولة كلها هدفها النهائي هو الصحة النفسية للمواطنين.. وهنا يعجبني جدا الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي طالب بإدخال معامل السعادة ورضا المواطن ضمن تقديرات الدخل القومي, وهو ماحدث بقياس جودة حياة المواطن في المسكن والمأكل والمشرب والملبس والعلاج والانتقال والرعاية الاجتماعية وغيرها, فمجموع ذلك هو الصحة النفسية حتي يتكيف المواطن الذي يعمل وينتج ويكسب مع ضغوط الحياة, فالصحة النفسية هي معيار الصحة الجسمانية, فالسليم نفسيا والسعيد لا يمرض ومناعته أقوي, وأكاد أجزم بأن90% من المترددين علي المستشفيات لعلاج أطرافهم ورءوسهم وقلوبهم مرضي نفسيون يحتاجون السعادة. فالسعيد هو الذي يحقق طموحاته بامكانياته في جو من العدالة وتكون لديه شجاعة الأمل ليحلم بالأفضل.
ج) وما الفارق بين شخصية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والرئيس الأمريكي الحالي أوباما؟
س) بوش تميز بالاندفاعية والتعصب وانضم للمحافظين الصهاينة, وقال إن ماقام به من حروب كان بناء علي أوامر الله, وهذا دليل علي تواضع قدراته العقلية, فالله الذي خلق البشر من أم واحدة وأب واحد لا يريد قتلهم!
أما أوباما فله كاريزما خاصة لتميزه بالثقافة والذكاء الأكاديمي العاطفي, فقد اعتمد في حملته الانتخابية علي قيم وأخلاق لا يستشعرها بوش الغني, فأوباما عاش مع الأمريكيين السود بضعفهم وعجزهم, كما نشأ مسلما وأصبح مسيحيا فجمع مزايا الديانتين, هذا أثر علي شخصيته وقراراته فتبني مشروع التأمين الصحي علي30 مليون أمريكي غير مؤمن عليهم وهذه نقلة لن ينساها له الشعب الأمريكي أبدا.
س) وما رأيك في الرئيس حسني مبارك؟
ج) فضلا عن أنه رجل عسكري عصامي يعمل بدأب شديد طوال عمره, فقد حارب وراهن بحياته وفاوض وكسب, ولديه ذكاء عاطفي شديدا تجاه الطبقة الفقيرة التي خرج منها.
س) وكيف تري المعارضة؟!
ج) ليس لدينا معارضة, والحكومة من الذكاء بحيث أنها أزاحت الغطاء عن البخار الذي يغلي في شكل صحف معارضة وفضائيات لتفريغ الشحنة فقط.
س) وما هي المعارضة من وجهة نظرك؟
ج) ان تكون جبهة موحدة من القوي المتفقة بين كل الأحزاب لتشكيل حكومة ظل فإذا أخطأ وزير يخرج ويحل آخر محله.
س) ما أسباب الاضطراب النفسي لدي الناس الآن في جميع أنحاء العالم؟
ج) الحروب الأخيرة والفضائيات الملاحقة لها صوت وصورة أحدثت في الناس اضطراب ما بعد الصدمة وهناك أعراض نفسية تلاحق المعرضين للحروب والفيضانات وجميع الكوارث, ومن أخطر هذه الأعراض تبلد العواطف, فعندما يقتل عشرات العراقيين أو يغرق المئات في الفيضانات بأي دولة لا نكترث لأن عيوننا تعودت علي مشاهدة مايحدث في الفضائيات, ولكن العنف ينتقل حتي للأطفال فيقتل أحدهم زملاءه برشاش في الفصل, وحتي الفنون العالمية التي كانت جميلة تحولت الي عنف وقتل وصار المثل الأعلي في الأفلام يرتكب الجرائم.
س) وما الحل؟!
ج) الايمان الصحيح قادر علي اعادة الطمأنينة للانسان فالأبحاث العلمية اثبتت أن الأيمان الحقيقي القائم علي اليقين والذي يتحلي بالخشوع يزيد افراز المطمئنات في المخ ويجنب الانسان أعراض القلق والمرض النفسي.
س) وما الحد الفاصل بين الايمان والتطرف؟
ج) لا يمكن أن يكون مؤمنا متطرفا, والاسلام الحق هو دين الوسطية.
س) هل يقسو المثقفون علي الشخصية المصرية؟!
ج) المصريون كلهم يتمتعون بجلد الذات ومحاسبة أنفسهم ونقدها حتي لو لم تكن هناك أزمات, لكنهم يتجاوزون الأزمة بالنكات.
س) وما هي أكثر نكتة لفتت انتباهك؟
ج ) كاريكاتير لوزير المالية يقول لرئيس الوزراء: ليه حاتم يصدر قرارات علاج المواطنين علي حساب الدولة وأنا ماأصدرش قرارات علاج الدولة علي حساب المواطنين.
اعجبنى تفسيرة بخصوص التغيرات التى حدثت فى الشخصية واسبابها
اما عن رأية فى الرئيس مبارك , اعتقد انه لعبها بذكاء غير مقنع , فالطبقة الفقيرة الكادحة هى اكثر الطبقات تضررا فى مصر , وبذلك يكون رأية فى هذا السؤال ليس له قيمة وجواب فى غير محله , وربما كانت اجابة ديكورية لاستكمال البرستييج العام فقط.
ماذا حدث للشخصية المصرية ؟ وما اسباب التغيرات فى هذه الشخصية ؟
فلنقرأ رأى الدكتور عكاشة :
د.عكاشة: الديمقراطية دواء الفساد
مديحة النحراوي
كثيرة هي المتغيرات التي تأثرت بها الشخصية المصرية خلال السنوات الخمسين الماضية, وبعضها بلغ تأثيره حد الزلزلة مثل نكسة1967.
وبعضها أدي إلي تغيير تركيبة المواطن المصري كالانفتاح والعشوائية والبطالة والخصخصة والفقر. والنتيجة في جميع الحالات: إنسان آخر وأخلاق مختلفة ونمط تفكير مغاير لما عهدناه في الانسان المصري.
الأسباب نرصدها مع الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة رائد الطب النفسي ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسي سابقا, في هذا الحوار الذي يعرض فيه رؤيته لهذه المتغيرات, ويرسم خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة, كما نتناول معه العديد من القضايا كالفساد وفتنة العدالة بين القضاة والمحامين, والعلاج علي نفقة الدولة, وغير ذلك من القضايا العربية والدولية.
في البداية سألته:
س) ما أخطر المتغيرات التي طرأت علي الشخصية المصرية؟
ج) الشخصية تولد بواحد من خمسة أمزجة وراثية: الاكتئاب ـ العصبي القلق ـ المتقلب ـ النشط, وبجانب هذا المزاج الوراثي, فإن الاخلاق تعتبر الجزء المكمل, والتي تتكون وتتشكل حسب البيئة والمجتمع والقيم, وقد كانت نكسة يونيو أشد المتغيرات تأثيرا, فقد هدمت جدار الثقة في المسئولين, وتلاها الانفتاح الاستهلاكي غير المرشد والرغبة في الربح السريع والفهلوة, وكانت أصعب المتغيرات هي كامب ديفيد التي فقد بسببها المصري حسه القومي, ووجد نفسه مجبرا علي التقوقع في قوميته المصرية الذاتية, وتمحورت ذاته حول الأنانية, وحتي بعد أن عادت العلاقات العربية ـ المصرية كان هناك شيء قد انكسر داخل نفس المصري, وحتي عندما عاد المصريون للعمل في الدول العربية تراجعت ريادتهم في الطب والتعليم والغناء وغيرها من المجالات, وعادوا متخلقين بقيم أهل الخليج رغم اختلاف الظروف الاجتماعية والاقتصادية, فقلدوهم في طريقة معيشتهم, وانجابهم لعدد كبير من الأطفال, ومع الضغوط العصبية التي تزامنت مع كثرة الانجاب اتجهت بوصلة الاخلاقيات الي العنف والعدوان والجرائم والادمان, وحتي الاضطرابات السلوكية لدي الأطفال والشباب, وتفاقمت هذه الأزمات مع الزحام الشديد والفقر والبطالة, فغابت العدالة, وتدهورت خدمات الصحة والتعليم, وعجزت الدولة عن الوفاء بالخدمات علي الوجه المناسب, فقتلت الزحمة الرحمة وانقطع التواصل بين المصريين, وراح كل مواطن يعيش في جزيرة منعزلة دون روابط اجتماعية أو انتماء للوطن.. فالفقراء القادرون بنوا مساكن عشوائية, وبلغ عدد سكانها12 مليون نسمة وأجبروا الحكومة علي توصيل المرافق اليهم رغم ان الجانبين ـ الحكومة والسكان ـ يعلمون تماما أن هذه المساكن غير آمنة, وقد تنفجر منها جرائم تؤلم الضمير الانساني, بينما يعيش مصريون آخرون في أعلي السلم الاجتماعي في منتجعات مغلقة عليهم, يتعلمون في مدارس وجامعات أجنبية, ويتلقون أغلي علاج ويعملون في أفضل الأعمال بأعلي الدخول, أما الطبقة الوسطي فهي في حالة ضمور مستمر, وهذا مؤشر اجتماعي خطير لأن المفروض ان هذه الطبقة أساس النهضة العلمية والثقافية والسياسية في كل بلدان العالم.
س) وكيف نواجه هذه الأزمة؟!
ج) أري أن الخطوة الأولي هي وجود القدوة من المسئولين والشفافية والقدرة علي مساءلتهم وتداول السلطة.. فإعادة الثقة ضرورية, يكفي أن أشير الي أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء كشف في تقرير له عن أن48% من المواطنين لا يثقون في بعضهم ولا في المؤسسات الأمنية والتشريعية والقضائية, وفقدان الثقة يفقد المواطن والدولة قوتيهما, وعندما لا يستفيد المواطن من خدمات المراكز والأقسام, ولا يلجأ للقضاء للبطء الشديد في الفصل في القضايا فإنه يأخذ حقه بنفسه, فتقع جرائم مفزعة تذهل المجتمع كالسائق الذي قتل زملاءه بمدفع رشاش.
فتنة العدالة
س) وما توصيفك لفتنة العدالة بين القضاة والمحامين؟
ج) ما يحدث نوع من الكوميديا الساخرة فقد تمسك كل طرف بموقفه ضد الآخر, واتحد المحامون وكذلك القضاة في خصومة ثأرية أحدهما يشعر بأنه قد أهين والآخر يتهمه بأنه تطاول عليه, لكن في النهاية يبقي المتضرر الوحيد من غياب طرفي العدالة هم المتقاضون.
س) مأثور عنك قولك: منابع الفساد هي صانعة ثقوب الضمير.. فهل تصف لنا روشتة العلاج؟!
ج) الدواء الرئيسي هو الديمقراطية الحقيقية التي تعيد الثقة للمواطن, فيخرج الناخب من بيته ليختار من يمثله.. فهل يعقل أن يدلي20% فقط بأصواتهم في انتخابات الشوري؟ هل تعلمين أنه في موريتانيا شارك72% من الناخبين في الاقتراع؟
س) وما دور المثقفين والإعلام وأصحاب الرأي؟
ج) كل منهم تمحور حول نفسه ويحاور ذاته, لا يريد أحد أن يقول شيئا أو يسمع الآخرين, وكل من يسجل هدفا تصفق له فرقته وتعتبر الآخر أخفق مع أن هذا في حد ذاته انتقاص لقيمة البلد وخيانة له.. والعلاج هو التوحد الكامل بين الفرق المختلفة بدلا من تناحرها, ولنبدأ بلجنة تضم ممثلين عن جميع الأحزاب والقوي الوطنية تتفق ولو علي قضية واحدة مبدئيا كقضية التعليم واصلاحه.
س) لو أنك وزير للصحة النفسية.. فما هي أولوياتك؟
ج) أولا لا يوجد وزارة بهذا الاسم, ثانيا: ميزانية الدولة كلها هدفها النهائي هو الصحة النفسية للمواطنين.. وهنا يعجبني جدا الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي طالب بإدخال معامل السعادة ورضا المواطن ضمن تقديرات الدخل القومي, وهو ماحدث بقياس جودة حياة المواطن في المسكن والمأكل والمشرب والملبس والعلاج والانتقال والرعاية الاجتماعية وغيرها, فمجموع ذلك هو الصحة النفسية حتي يتكيف المواطن الذي يعمل وينتج ويكسب مع ضغوط الحياة, فالصحة النفسية هي معيار الصحة الجسمانية, فالسليم نفسيا والسعيد لا يمرض ومناعته أقوي, وأكاد أجزم بأن90% من المترددين علي المستشفيات لعلاج أطرافهم ورءوسهم وقلوبهم مرضي نفسيون يحتاجون السعادة. فالسعيد هو الذي يحقق طموحاته بامكانياته في جو من العدالة وتكون لديه شجاعة الأمل ليحلم بالأفضل.
ج) وما الفارق بين شخصية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والرئيس الأمريكي الحالي أوباما؟
س) بوش تميز بالاندفاعية والتعصب وانضم للمحافظين الصهاينة, وقال إن ماقام به من حروب كان بناء علي أوامر الله, وهذا دليل علي تواضع قدراته العقلية, فالله الذي خلق البشر من أم واحدة وأب واحد لا يريد قتلهم!
أما أوباما فله كاريزما خاصة لتميزه بالثقافة والذكاء الأكاديمي العاطفي, فقد اعتمد في حملته الانتخابية علي قيم وأخلاق لا يستشعرها بوش الغني, فأوباما عاش مع الأمريكيين السود بضعفهم وعجزهم, كما نشأ مسلما وأصبح مسيحيا فجمع مزايا الديانتين, هذا أثر علي شخصيته وقراراته فتبني مشروع التأمين الصحي علي30 مليون أمريكي غير مؤمن عليهم وهذه نقلة لن ينساها له الشعب الأمريكي أبدا.
س) وما رأيك في الرئيس حسني مبارك؟
ج) فضلا عن أنه رجل عسكري عصامي يعمل بدأب شديد طوال عمره, فقد حارب وراهن بحياته وفاوض وكسب, ولديه ذكاء عاطفي شديدا تجاه الطبقة الفقيرة التي خرج منها.
س) وكيف تري المعارضة؟!
ج) ليس لدينا معارضة, والحكومة من الذكاء بحيث أنها أزاحت الغطاء عن البخار الذي يغلي في شكل صحف معارضة وفضائيات لتفريغ الشحنة فقط.
س) وما هي المعارضة من وجهة نظرك؟
ج) ان تكون جبهة موحدة من القوي المتفقة بين كل الأحزاب لتشكيل حكومة ظل فإذا أخطأ وزير يخرج ويحل آخر محله.
س) ما أسباب الاضطراب النفسي لدي الناس الآن في جميع أنحاء العالم؟
ج) الحروب الأخيرة والفضائيات الملاحقة لها صوت وصورة أحدثت في الناس اضطراب ما بعد الصدمة وهناك أعراض نفسية تلاحق المعرضين للحروب والفيضانات وجميع الكوارث, ومن أخطر هذه الأعراض تبلد العواطف, فعندما يقتل عشرات العراقيين أو يغرق المئات في الفيضانات بأي دولة لا نكترث لأن عيوننا تعودت علي مشاهدة مايحدث في الفضائيات, ولكن العنف ينتقل حتي للأطفال فيقتل أحدهم زملاءه برشاش في الفصل, وحتي الفنون العالمية التي كانت جميلة تحولت الي عنف وقتل وصار المثل الأعلي في الأفلام يرتكب الجرائم.
س) وما الحل؟!
ج) الايمان الصحيح قادر علي اعادة الطمأنينة للانسان فالأبحاث العلمية اثبتت أن الأيمان الحقيقي القائم علي اليقين والذي يتحلي بالخشوع يزيد افراز المطمئنات في المخ ويجنب الانسان أعراض القلق والمرض النفسي.
س) وما الحد الفاصل بين الايمان والتطرف؟
ج) لا يمكن أن يكون مؤمنا متطرفا, والاسلام الحق هو دين الوسطية.
س) هل يقسو المثقفون علي الشخصية المصرية؟!
ج) المصريون كلهم يتمتعون بجلد الذات ومحاسبة أنفسهم ونقدها حتي لو لم تكن هناك أزمات, لكنهم يتجاوزون الأزمة بالنكات.
س) وما هي أكثر نكتة لفتت انتباهك؟
ج ) كاريكاتير لوزير المالية يقول لرئيس الوزراء: ليه حاتم يصدر قرارات علاج المواطنين علي حساب الدولة وأنا ماأصدرش قرارات علاج الدولة علي حساب المواطنين.
اعجبنى تفسيرة بخصوص التغيرات التى حدثت فى الشخصية واسبابها
اما عن رأية فى الرئيس مبارك , اعتقد انه لعبها بذكاء غير مقنع , فالطبقة الفقيرة الكادحة هى اكثر الطبقات تضررا فى مصر , وبذلك يكون رأية فى هذا السؤال ليس له قيمة وجواب فى غير محله , وربما كانت اجابة ديكورية لاستكمال البرستييج العام فقط.
ADHAM- عضو مئوى
-
عدد الرسائل : 606
العمر : 78
تاريخ التسجيل : 14/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى