هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطة إسرائيل لاحتلال القاهرة فى العدوان الثلاثي والنكسة

اذهب الى الأسفل

خطة إسرائيل لاحتلال القاهرة فى العدوان الثلاثي والنكسة Empty خطة إسرائيل لاحتلال القاهرة فى العدوان الثلاثي والنكسة

مُساهمة من طرف مصرية الأحد 22 فبراير 2009, 1:31 am

«هاآرتس» تنشر وثائق مثيرة عن خطة إسرائيل لاحتلال القاهرة فى ١٩٥٦ و١٩٦٧

كتب محمد عبود ٢١/ ٢/ ٢٠٠٩

فى زاويته الثابتة بصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية بعنوان «حصة تاريخ»، كشف توم سيجف أحد المؤرخين الإسرائيليين الجدد أن إسرائيل خططت عام ١٩٥٥ لأحتلال القاهرة ودمشق لتوسيع حدودها. وكادت هذه الخطة تدخل حيز التنفيذ أثناء العدوان الثلاثى لولا معارضة فرنسية، وسحبت هيئة الأركان الإسرائيلية الخطة، نفسها، عام ١٩٦٧، وطبقت مرحلتها الأولى التى تقضى بوصول القوات الإسرائيلية حتى شاطئ قناة السويس.

وكشف سيجف عن وثائق عسكرية جديدة، وردت فى بحث أعده الباحث الإسرائيلى «جى لارون» الأستاذ بجامعة «نورتفاسترون» الأمريكية، ونشر جزءًا منه فى مجلة «ميدل إيست جورنال» المعروفة.

يقول سيجف: «عشية ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦ هاجمت إسرائيل مصر، وبدأت الحرب على سيناء، (العدوان الثلاثى)، الذى استمر مائة ساعة، وأسفر عن مقتل ١٧٠ جنديًا إسرائيليًا، ورغم مرور كل هذه السنوات لم يعرف الباحثون والمؤرخون الإسرائيليون حتى الآن الأسباب الحقيقية التى دفعت إسرائيل للاشتراك فى هذه الحرب. الباحث الإسرائيلى (جى لارون) يؤكد أن الدافع الرئيسى الذى حفز إسرائيل على احتلال سيناء هو الرغبة فى توسعة حدودها على حساب جيرانها.

(جى لارون) يعتمد فى دراسته على وثائق عسكرية ظلت سرية حتى فترة قريبة، من ضمنها محاضر اجتماعات هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلى، ففى السادس والعشرين من أكتوبر ١٩٥٥ أى قبل العدوان الثلاثى بعام كامل، عقد رئيس الأركان العامة موشيه ديان اجتماعًا لمجلس أركانه، وشرح للجنرالات خطة مرحلية لتوسيع حدود إسرائيل، تبدأ بضربة استباقية لمصر،

وتسفر عن احتلال قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء حتى الشاطئ الشرقى لقناة السويس، ثم يتطور الهجوم فى المرحلة الثانية وصولاً إلى احتلال القاهرة. وفيما يتعلق بالضفة الغربية تقضى المرحلة الأولى بأن تصل القوات الإسرائيلية حتى مدينة الخليل، ويتطور الهجوم فى المرحلة الثانية حتى نهر الأردن. أما فيما يتعلق بسوريا ولبنان عند الحدود الشمالية، فقد كان من المقرر أن تتوقف إسرائيل عند حدود نهر الليطانى، وتتقدم شمالاً من مرتفعات الجولان وصولاً لاحتلال دمشق»!

توم سيجف يوضح أن الخطة السابقة كانت مطروحة أمام هيئة الأركان الإسرائيلية، لكنها لم توضع موضع التنفيذ عام ١٩٥٦ نتيجة معارضة الفرنسيين، شركاء العدوان الثلاثى. وينقل سيجف عن «جى لارون» قوله: إن «اشتراك إسرائيل فى تنفيذ خطط العدوان الثلاثى غير مبرر، خاصة أن تل أبيب كانت تستطيع تحقيق جميع أهدافها فى ذلك الوقت، دون التورط فى الحرب.

وتمثلت أهداف إسرائيل، وقتها، فى إيقاف عمليات المقاومة، وإسقاط نظام جمال عبدالناصر، لكن الإسرائيليين شاركوا فى الحرب بهدف وحيد هو توسيع حدودهم على حساب الدول العربية المجاورة».

ويضيف سيجف: إن «إسرائيل شهدت نقاشات ومداولات كثيرة خلال الـ ١١ سنة الفاصلة بين حرب ١٩٥٦، وحرب ١٩٦٧، حول ضرورة توسيع حدودها، فى أول فرصة تسنح لاندلاع الحرب. وقد شنت تل أبيب الحرب مدفوعة بهذه الرغبة. ويبدو لى أن (جى لارون) مُحق فى وصفه طريقة تعامل إسرائيل مع مصر بالشيزوفيرنيا،

فقد أكدت تقديرات الموقف التى أعدتها المخابرات الإسرائيلية، وقتها، أن الجيش الإسرائيلى قادر على هزيمة مصر دون صعوبة، ورغم أن هذا التقدير يعد سببًا كافيًا لعدم المشاركة فى الحرب، فإن قادة إسرائيل أصروا على قراءته فى الاتجاه المعاكس. لقد شجعهم الضعف المصرى على دخول الحرب، و(توسيع حدودهم).

ودارت مناقشات كثيرة بين جنرالات هيئة الأركان حول مواقف عبدالناصر، وهل ينوى الهجوم، فعلاً، على إسرائيل، أم أنه يركز جهوده على تأمين مصر ضد أى هجوم إسرائيلى؟ وكان اللواء وعالم الاستشراق يهوشافط هركابى مقتنعًا بأن عبدالناصر يخطط للهجوم، أما موشيه ديان فكان يؤكد أن عبدالناصر لن يقدم على ذلك، وزادت حدة الجدل بعد توقيع صفقة السلاح التشيكية، ووصول الخبراء التشيك إلى القاهرة لتدريب الطيارين المصريين،

واطلع الباحث الإسرائيلى «جى لارون» على وثائق عسكرية خطيرة فى العاصمة التشيكية براغ، تفيد بأن خبراء التشيك كانوا مصممين على العودة لبلادهم، إلا أن قائدهم «يان رندل» أصر على البقاء، ويزعم الخبراء التشيك أن «رندل» كان يصر على البقاء لأنه تورط فى تهريب البلور من مقاطعة بوهيميا التشيكية، وكان يبيعه للمصريين بأسعار خيالية، وفى هذه الأثناء لم يهتم أحد بتدريب الطيارين المصريين، وتحطمت عدة طائرات فى الجو.

وتابع: «على الرغم من أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تملك هذه المعلومات، وسلمتها للقيادة، فإن الجيش الإسرائيلى كان راغبًا فى الحرب، وحسم الأمر موشيه ديان المعروف بأنه رجل متذبذب، عندما غيّر رأيه فجأة فى أبريل ١٩٥٦، وقال إن المصريين يخططون للهجوم على تل أبيب. ويبدو أنه فعل ذلك لإقناع بن جوريون بإصدار أوامره للجيش بالاستعداد لشن الحرب».

ويكشف سيجف أن سلسلة من الأكاذيب الغريبة سيطرت على اجتماع قيادة الأركان العامة فى العاشر من أبريل ١٩٥٦، فقد وجه بن جوريون كلامه للجنرالات قائلا: «مصر ستهاجم تل أبيب، وإذا نجحت فلن يبقى ذكر لإسرائيل.. ساعتها ستتقدم الأردن للسيطرة على القدس، وسوريا ستهاجم حيفا، وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تكن تملك دليلاً على ذلك، فإن بن جوريون وقع أسيرًا لهذا الكابوس،

وشرع لواءات قيادة الأركان فى تهدئته، وقالوا له إن الجيش الإسرائيلى يمتلك القوة الكافية، وسينتصر فى أى حرب ضد الدول العربية، لكن بن جوريون أصر على أن إسرائيل لا تستطيع أن تكسب الحرب بمفردها، لذلك يجب الاستعانة ببريطانيا وفرنسا، وأعرب عن أمله فى أن تنتهى الحرب باحتلال الضفة الغربية، لكن الفرنسيين رفضوا بشدة، واكتفت إسرائيل باحتلال شبه جزيرة سيناء.

وينهى سيجف مقاله بالتأكيد على أن إسرائيل لم تشارك فى العدوان الثلاثى خوفًا من تهديد مصرى حقيقى، ولكن فى محاولة لتطبيق خطة توسيع حدودها على حساب الدول العربية، وكادت هذه الخطة تدخل حيز التنفيذ عام ١٩٦٧.
مصرية
مصرية
عضو ألفى

انثى
عدد الرسائل : 1868
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 23/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى