بدو سيناء؛ عدو أم حبيب؟
صفحة 1 من اصل 1
بدو سيناء؛ عدو أم حبيب؟
تحقيق من عدة حلقات قامت به المصري اليوم عن سيناء وآخر حلقة من هذا التحقيق احتوى على ثلاث قصص وددت أ نتشارك فيها علنا نقف على إجابة السؤال: هل بدو سيناء يكرهون المصريين؟
«محمد البنديرى».. الشيخ الذى دفن 84 جندياً مصرياً قتلتهم امرأة يهودية
11/ 1/ 2009
«محمد البنديرى» الرجل العجوز الذى حفرت السنوات ملامح وجهه شاهد عيان على بدو سيناء الذين ينتمى إليهم، ورغم عمره الذى يتجاوز الثمانين فإن ذاكرته من حديد، افترشت معه على جزء من أرضه التى يزرعها شوية فجل وحبة خيار وبعض الطماطم وعلى حد قوله عايش شو بدنا نعمل نحنا قدمنا الكثير لمصر والمسؤولون لا يسمعون.
فى حرب 67 أتذكر جيداً أول يوم دخل اليهود عندنا، كنا قاعدين على البحر أنا ومصطفى وربيع، وشوية ولمحت جنود داخلين البلد قلت لهم يا أولاد دول يهود، رد علىَّ أصحابى لأ دول من عندنا يعنى مصريين، قمت مشيت وسبتهم بعدها بنصف ساعة ضربهم اليهود بالنار ولما رجعت لقيت رؤوسهم طايرة، فحرت لهم ودفنتهم مع المغرب كبس اليهود على البلد كلها واللى طلعوا من بيوتهم أخذوهم أسرى، ظليت فى البيت 8 أيام ما نطلعش إلا فى المخبأ، ولما طلعنا لقينا جثث كتيرة وكانت عساكرنا من غير هدوم وأجزاء أجسادهم فى كل مكان..
كنا بندفن اللى نقدر عليه وفى منطقة «جرادة» لقينا 84 عسكرى مصرى مرميين على جنب واللى طخاهم «ولية» ـ امرأة ـ ومعاها اتنين كمان.. دفنتهم أنا وأبويا وأختى وعرفنا إنها «ولية» من الأثر بتاعها.
أنا فاكر كويس اسم واحد «أحمد محمد جبارة» من العريش فى سلاح الحدود ده الوحيد اللى عثرنا على بطاقته مرمية جنبه وعند منطقة «المينا» لقينا سليمان اللى ضربه اليهود لكنه ظل عايش وزحف حوالى 12 كيلو وكان ممنوع نوديه أى مستشفى لأن اليهود كانوا هيموتوه، جبنا له الحاج عويضة، ولع النار وحطينا فيها مسمار سكة حديد ودورنا على الطلقة ومسكناها «بالماشة» وبعدين كويناه بالمسمار وعالجناه.
إحنا أنقذنا جنودنا المصريين وكنا بنعطيهم عيش ومياه على قد حالنا فى حين إن الآية اتقلبت مش عارف ليه وبسمع كلام بيجرحنى وبيوجع قلبى لما بيقولوا إن البدو كانوا بيأخذوا عساكر اليهود علشان يسقوهم شربة مياه.
حرام عليهم الناس اللى ما عندهاش ضمير وبتظلمنا.. إحنا انكسرنا فى 67 لأننا جزء من مصر وفرحنا فى 73، أنا فاكر كنت قاعد مع الناس فى الواحة وكانت الدنيا رمضان وكنا شايفين الطيران وفجأة لقينا الناس بتزغرد وتقول دخلنا وعبرنا.. عملوها الرجالة.
فى الليل قاسينا والدنيا اتملت يهود ومنعونا من الخروج لكن كنا فرحانين ونسوانا كانت بتزغرد، خاصة لما كنا بنسمع أصواتهم بيولولوا زى النسوان.
لما غار الاحتلال ورجعت سينا لينا قلنا الدنيا هتروق وهتحلى وهناخد أبسط حقوقنا اللى ما خدنهاش، إحنا من يوم ما اتولدنا واحنا عايشين فى ظروف الاحتلال، الأول كان التركى وبعدين الإنجليزى ثم الصهيونى.. ماشفناش يوم حلو وجاهدنا ودافعنا عن سيناء ورفضنا العروض المغرية من كل أنواع الاحتلال علشان يستميلونا..
ودلوقت إحنا برضه ما أخدناش حاجة.. غير إن إحنا لسه عايشين فى الفقر والجهل، وحتى مش عاوزين يملكونا أراضينا ويقولوا لنا حق الانتفاع لمدة 99 سنة، طيب إزاى إنت تدينى حق انتفاع لأرضى اللى من يوم ما اتولدت وأنا أعرف أنها ورث لى من آبائى وأجدادى.. ويقبضوا على أولادنا ويعذبوهم ويظلموهم ويخلوهم يهربوا لعيشة الجبل.. وكمان يقولوا علينا خونة ومش وطنيين.
مش عارف أقول حاجة غير حسبى الله ونعم الوكيل.. لم أملك سوى الصمت والتساؤل مع هذا الرجل العجوز.. ليه؟!
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=194243&IssueID=1282
بعد مرور عشر سنوات على الإفراج عنه: «محمود السواركة» أشهر معتقل مصرى فى سجون إسرائيل.. لا يجد 300 جنيه لإجراء عملية فى عينه
11/ 1/ 2009
مَن منا لم يسمع عن هذا الرجل؟!
مَن منا لم يعرف أشهر المعتقلين المصريين والعرب فى السجون الإسرائيلية والذى أمضى فيها 22 عاماً.
مَن منا لا يعرف العجوز المناضل «محمود السواركة»؟
كان من المستحيل أن أكون على أرض العريش ولا أذهب إلى منزله لزيارته..
ترى كيف يعيش وماذا يفعل الآن خاصة بعد أن تقدم به العمر؟! انتظرته فى «ديوانه» الخاص بمنزله بعد أن استقبلنا أخوه بحفاوة فإذا برجل أكلت السنون وجهه يدخل متكئاً على أحد الصغار ويجلس بجانبى بصعوبة شديدة..
آه منه هذا الزمن.. هذا الرجل الجالس أمامى هو محمود السواركة الذى التحق بقوات الحرس الوطنى عام 1960 لضرب مخططات المكتب الخامس التابع للمخابرات الإسرائيلية، وجمع معلومات وصوراً عن جميع المناطق العسكرية ومفاعل ديمونة فى صحراء النقب؟
هذا هو السواركة الذى قام بنسف مخازن السلاح والذخيرة التى تركها الجنود المصريون ونصب الكمائن للقوات الإسرائيلية؟ أفقت من ذهولى فوجدته يرحب بنا ويسألنى عما أريد سماعه.. قلت له.. اللى تقدر تحكيه يا عم محمود.
قال.. الزمن مر وصحتى تراجعت ولكن ذاكرتى حديد.
■ إذن، حدثنى عن الألغام؟
ـ استخدمت طريقة خاصة لزرع الألغام كنت أقوم بربط اللغم بسلك دقيق وأمده بعيداً عن طريق مرور الصهاينة وكنت أختبئ فى حفرة وأمسك بالطرف الثانى من الخيط حتى تمر المركبات الإسرائيلية فأسحب اللغم ليصبح أسفل المركبة لحظة مرورها وبذلك لا أصيب سوى الصهاينة وأحافظ على العسكريين والمدنيين المصريين.
■ والأتوبيس يا عم محمود؟!
ـ أنا قمت بحوالى 13 عملية فدائية ودمرت المئات من السيارات الإسرائيلية وكانت العملية الأخيرة عندما فجرت أتوبيسا كان ينقل الجنود والضباط للإجازات ووضعت 3 ألغام وفجرته وقتلت 52 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، وأثناء هروبى فقدت «فردة حذائى» فاستعان الجيش الإسرائيلى بخبراء متخصصين فى اقتفاء الأثر حتى عثروا علىّ واعتقلونى ورحلونى لسجن غزة لمحاكمتى.
■ وأيام المعتقل؟
ـ ذقت أبشع ألوان التعذيب من ضرب وصعق بالكهرباء ورش بالماء المثلج ثم المغلى وإلقائى على ألواح من الخشب تبرز منها المسامير وإهانتى، وفى مرة أدخلوا على كلباً لينهش جسدى فقمت بعض لسانه فانقضوا على وضربونى بوحشية لا توصف وحاولوا اغتيالى 4 مرات فى السجن لكنهم فشلوا.. مكتوب لى أن أموت فى مصر وكان يشرف على تعذيبى «إيهود باراك».
■ لحظة الإفراج؟!
ـ الإسرائيليون كانوا ينكرون وجودى إلى أن أفرج عن أحد المعتقلين اللبنانيين واسمه جمال محروم فى عام 1994 وأكد للسلطات المصرية وجودى فى سجن عسقلان، وبدأت محاولات المسؤولين فى مصر للإفراج عنى وجاءت محاولة بمبادلتى بالجاسوس عزام عزام ولكنى رفضت وهددت بالانتحار قبل تسليمى.. إلى أن أفرجوا عنى عام 1999.
■ 10 سنوات مرت عليك بعد لحظة الإفراج.. ماذا قدمت لك الحكومة المصرية؟!
ـ الله يسامحهم.. لم يعطونى أى شىء، 10 سنين والله يا بنتى ما معايا مليم، عايش والحمد لله مع أخويا وأولاد أخويا، ولا حتى بيصرفوا لى معاش، ليش بيعاملونى كده، أنا حتى مش لاقى رغيف الخبز.. وعاوز أعمل عملية يسحبوا لى المياه عن عيونى والدكتور عاوز 300 جنيه.
هو أنا معايا آكل علشان أعمل عملية، حاولت أقدم للشؤون الاجتماعية ما حد رد علىَّ، لكن نقول إيه واحنا فى آخر العمر.. ربنا يسامحهم وأنا ما ندمان على اللى قدمته لمصر ولا على عمرى اللى ضاع واتنسى.. لأنى مصرى وباحب بلدى ولما كنت باعمل العملية الفدائية كنت شايل كفنى على إيدى وباقول يا رب أموت شهيد.. دلوقت أنا مش عاوز حاجة غير إنى أموت مستور.
غادرت المنزل بعد أن أصابنى الاختناق وهاجمتنى الدموع والسؤال لا أعرف لمن أتوجه به.. ولكنى سأوجهه: هل هذا عدل؟ ما يحدث مع المناضل محمود السواركة لا إنسانى بل وحشى ولا يفرق أبداً عن تعذيبه فى السجون الإسرائيلية.. الرجل قضى عمره فى السجن من أجل عيون مصر وشرف وكرامة أبنائها.. هل هذه هى المكافأة التى نقدمها له.. الإهمال والتجاهل الذى وصل إلى حد الجحود..؟!
لن أتسول للمناضل محمود السواركة.. ولكن واجبى أن أطالب بحق هذا الرجل.. حقه فى العلاج يا ناس يا مسؤولين.. حقه حتى فى أن يموت معززاً مكرماً وهو فى نهاية العمر!!
ولا احنا بس شاطرين نقول إن أهل سيناء خونة.. طيب والسواركة وغيره وغيره من الذين لا نسمع عنهم.. برضه خونة؟!
نداء واستغاثة وطلب حق.. فهل من أذن تسمع ولسان يجيب وضمير يفيق!!
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=194242&IssueID=1282
مصرية- عضو ألفى
-
عدد الرسائل : 1868
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 23/12/2007
رد: بدو سيناء؛ عدو أم حبيب؟
وزارة الصحة تستجيب لـ«المصرى اليوم» وتقرر علاج «السواركة» على نفقة الدولة
29/ 1/ 2009
قررت وزارة الصحة والسكان، علاج المواطن السيناوى الحاج محمود السواركة على نفقة الدولة، وأرسلت خطاباً رسمياً إلى مجدى الجلاد، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، تخطره فيه بعمل اللازم نحو إجراء عملية جراحية للسواركة فى عينيه،
استجابة لما نشرته الجريدة بهذا الخصوص ضمن سلسلة تحقيقات مصورة عن سيناء، تضمنت مأساة السواركة تحت عنوان «بعد مرور عشر سنوات من الإفراج عنه أشهر معتقل مصرى فى السجون الإسرائيلية لا يجد 300 جنيه لإجراء عملية فى عينه».
واتصل الدكتور عبدالرحمن شاهين، المستشار الإعلامى لوزير الصحة، المتحدث الرسمى للوزارة، طالباً سرعة موافاته بالبيانات الكاملة للسواركة.
كانت الزميلة أمل سرور قد نشرت سلسلة من التحقيقات المصورة بعدسة الزميل حسام دياب عن شبه جزيرة سيناء..
وجاءت قصة الحاج محمود السواركة، الذى قضى أحلى سنوات عمره معتقلاً فى السجون الإسرائيلية فى الحلقة الخامسة وعقب النشر تلقت «المصرى اليوم» اتصالات من أهل الخير يطلبون تقديم المساعدة للرجل.
مصرية- عضو ألفى
-
عدد الرسائل : 1868
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 23/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى