تخاريف ....

تخاريف ...(جريدة المصرى اليوم )


لا شكر على واجب

بقلم جلال عامر ٣٠/ ٨/ ٢٠١٠

إن لقاكم حبيبى سلموا لى عليه، ومن يقابل الطبقة الوسطى التى اختفت قبل لوحة «الخشخاش» يسلم لى عليها وكل عام وحضرتك بخير وعقبال ألف جنيه، ففى هذه الأيام المباركة تطاردنى أغنية «عمر الجيزاوى» والنبى تيجى لأ لأ.. وحياة أبوك لأ لأ، ففى مصر النخبة تبحث عن «رئيس» والشعب يبحث عن «رغيف»، الأولى بالتوقيعات والثانية بالطوابير، والتوقيعات فيها استجداء وأنا نبض عروقى كبرياء.. الذين يتذكرون تجربة «محمد على» ينسون أن «عمر مكرم» تحول إلى مسجد يشيّع منه الموتى ولا يبايع فيه الرؤساء.. فى مصر - حصرياً - يقام احتفال ضخم للاحتفاء بأمين شرطة عثر على شنطة فى المطار ثم سلمها لصاحبها، وفى مصر - حصرياً - تتسابق برامج التليفزيون لاستضافة مهندس حى، لأنه رفض رشوة من مقاول ميت.. ويكتب صحفى نصف صفحة يشكر فيها إدارة المرور لأنها جددت له الرخصة.. وقريباً سوف يعلن المتحدث الرسمى عن اكتشاف مدرس فى إحدى المدارس يشرح الدرس أو تلميذ لا يغش أو طبيب يكشف على مرضاه.

منذ فترة استضاف المذيع القدير «محمود سعد» «كبابجى» أمين لا يستعمل لحم الكلاب ولا الحمير، وراح الرجل الطيب يؤكد للمذيع أنه يطرد أى كلب يمر من أمام المحل، وأنه يقاطع لحم الحمير.. بينما المذيع يثنى عليه ويشكره ويطالبه بالاستمرار فى طرد الكلاب من أمام المحل من أجل الوطن.. وإذا كانت القاعدة فى أفغانستان فإن الاستثناء فى مصر، فهى التى تشكر المحامى إذا ترافع، والمدرس إذا شرح والطبيب إذا كشف، والتلميذ إذا صحا من النوم ووزير الكهرباء إذا لم يقطع النور، مع أنه لا شكر على واجب..

فى ظل هذا المناخ يصبح من الطبيعى أن يثنى الناس على «البرادعى»، لأنه قَبِل أن يترشح، وأن يحمد الناس السيد الرئيس أنه قَبِل أن يحكمهم، وأن يشكروا السيد «جمال مبارك» أنه قَبِل أن يرثهم، وأن يثنوا على السيد «أحمد عز» عن أنه تواضع واحتكرهم، ولن أتعجب إذا قام بعض الناس بأنفسهم بسرقة البنوك وتسليم أموالها لرجال الأعمال مع الشكر والامتنان.. سمعت الحاج «متولى» يعاتب «التيحى»، لأنه سرق الحارة كلها إلا منزله ويقول (هوه إحنا مش قد المقام ولا إيه؟) فيرد التيحى (أصل السلم بتاعكم عالى يا حاج)، فيقول الحاج متولى (حضرتك قل لى جاى تسرقنى إمتى وأنا أنزل أشيلك على كتفى)

انا معجبة بالمقاله من حيث طريقه التعبير عن ما يجرى بداخل البلد من تغييرات شاملة فى ضمير الإنسان المصرى لدرجة تدهور الحال ليصل إلى التلميذ الذى أصبحت عنده قاعدة الغش والفهلوة والفتاكة فى كيفية قرطسة مراقب اللجنة من الاشياء الطبيعية فى بلدنا لا محالة، فحينما يصيب تيار التدهور الاخلاقى الجميع بما فيهم التلميذ فهنا نكتشف أن هذا التدهور هو وباء تفشى فى المجتمع نتيجة فساد جامح ينتشر فى أرضنا كالنار فى الهشيم.

وهذا الفساد الذى انتشر اعتقد انه لو كان موجود فى اى مكان اخر خلاف بلدنا لكانت تلك البلد فى خبر كان منذ مئات السنين ولكن لان الخير مازل موجود بطبيعته بداخل صدور كثير من المصريين ولان لديهم الامل الذى لا ينقطع ابدا فى الإصلاح، والصبر الذى لا يملكون ولا يعرفون إتقان غيره بالرغم من وصفهم فى تلك الحالة بالسلبية

فهل تلك السلبية او الصبر الذين اصبحوا وجهان لعملة واحده أسبابها ترجع إلى كل الحكام كافة التى حكمت مصر على مر السنين ؟
فمهما كنت اكن فى قلبى معزة لرئيس ما عن غيرة من الذين حكموا مصر إلا اننى أظل دائما اعتب بينى وبين نفسى على شعلة السلبية التى كانت يسلمها رئيس إلى رئيس عقب توليهم السلطه  والحرص على الحفاظ عليها متوهجه وان فقط الرئيس والحكومة هم أولى الامر هم من يستطيعوا تدبر امور البلد .

ولكن لاننا الان فى عصر التجديد والإنفتاح الأقتصادى فاصبح لدينا وجوه جديدة ليس فقط الحكومة هى اولى الامر منا بل اصبحت طبقة رجال الاعمال التى طفت وأزدهرت على السطح مع اختفاء تلك الطبقة المتوسطه فاصبح لها من السلطة والقوة المؤثرين على .......؟
فيجب ان افتح قوسين حتى اقوم برص هذا الثأثير
أقتصاديا سياسيا إجتماعياّ تلك الكلمات الثلاثة التى كنت اجدها فى كتب التاريخ والجغرافيا دوما وحولها الكثير من الكلمات التى ترفق بها من مثلاّ
ما هى الاسباب التى ادت تلك التغيرات السياسية الإجتماعيه والإقتصادية فى تلك الحقبة التاريخية ثم كلمة قارن بين تلك الحقبة وغيرها فى عصر الملك كذا او الرئيس كذا.

لم نكن نتعلم من اجل المعرفة والإستيعاب لما يحدث فى السابق بل من اجل كيفية حل الإمتحان فى اخر العام وكلما حفظنا اكثر الاسئلة بالاجوبة كلما حصلنا درجات اكثر وهنا تاتى الكارثة يخرج جيل وراء جيل كالببغاء يكرر ما يسمع دون ان يفهم

لا املك غير التمنى للجيل القادم فى ان يكون قادر على التصدى لوصول تلك الشعلة للحاكم القادم وبجانب هذا التمنى احاول ان اساعد ابنى واحث غيرى على مساعدة ابناءه فى تخطى ما لم نقدر على تخطيه وان نزرع من جديد بذور طاهرة واخلاقية اكثر فى نفوسهم.

مقالة رائعة وربنا يستر على مصر وتقدر توصل بر الامان

مبوب مصر : وظائف مصر الخالية