رماد... اكلت خيره النار

اعجبنى هذا المقال لكاتب سعودى لم اسمع عنه سابقا ( ميسر الشمرى ) , وصف فيه المجتمع السعودى من وجهه نظره .
وما اعجبنى هو التشابه الكبير مما ورد بالمقال مع جميع المجتمعات العربية بما فيها المجتمع المصرى .

ونظرا لطول المقال ساقوم بتلخيص ما ورد به :

قسم الكاتب المجتمع السعودى الى ثلاث فئات : الاولى يمثلها " الليبراليون " , والثانية يمثلها " الاسلاميون " , اما الفئة الثالثة فاعطاها اسم " الفئة الصامتة ".
والفئة الصامتة هى الفئة من الناس التى تذهب للعمل صباحا وتعود بعد الظهر محملة بطلبات البيت ولزوم الاكل والنوم .

واعطى اسما اخر لفئة الليبراليون وسماها الدنيويين ( من دنيا ) , واعطى للفئة الثانية الاسلاميون اسم الاخرويين ( من اخرة ).
فالفئة الاولى تعمل كأنها تعيش ابدا , والفئة الثانية تعمل كأنها تموت غدا , وكلتا الفئتين يعملان لهدف واحد هو السيطرة على الفئة الصامته وقيادتها , من دون وضع اى اعتبار لمفهومى : الدولة والمواطنة , لدرجة اصبحنا معها نطلق على هذا الشخص "ليبرالى " وذاك "اسلامى" مع ان الاثنين داخل الدولة .

ويعتبر الكاتب ان ما يحدث هو هدم للوطن , ونسف لروح المواطنة , التى عادة ماترتقى بالانسان الى التوحد مع وطنه , ومن ثم النهوض بالوطن الى مصاف متقدمة .
هذا لايعنى ان الدنيويين والاخرويين ليسوا مواطنين , بل هم مواطنون دفعهم الاجتهاد والحماسة لتجاوز مفهومى الدولة والمواطنة بحسن نية من اجل السيطرة على الفئة الصامتة ومن ثم قيادة المجنمع.
تعصب طرف ما لفكرة ما , يعمى الطرف الاخر عن جوهر الفكرة ومضمونها , وهذا بالضبط مايجرى يوميا بين " الدنيويين " و "الاخرويين" فى السعودية , مع انهما يقفان على مساحة مشتركة وليس على طرفى نقيض كما يشاع .
الاخرويين يريدون قيادة المجتمع بالسيطرة على الفئة الصامتة ليضعوا الدولة امام الامر الواقع , ومن ثم يملون عليها مشروعهم الفكرى , وكذلك يفعل الدنيويين.
"الدنيويين " يصفون "الاخرويين" بأنهم ( ظلاميون ) , "والاخرويين " يصفون "الدنيويين" بأنهم ( تغريبيون ) ورواد سفارات .
"الدنيويين" يرون ان العالم يتحرك بسرعة , وان على المجتمع ان يواكب هذه المتغيرات , ويرد عليهم " الاخرويين " بأن منهجهم صالح لكل زمان ومكان , علما بأن الاجتهاد ( الاجتهاد الحقيقى وليس اجتهاد الاحمد والبراك) معطل منذ نحو ستة قرون , هذا اذا اعتبرنا الشيخ محمد عبد الوهاب مجددا ومصلحا اجتماعيا وليس مجتهدا.
ان استمرار السجال بين الليبراليين والاسلاميين يعطل كثيرا من المشاريع الاجتماعية , ويقلص مساحة المواطنة داخل الانسان السعودى , ويجعل الدولة تتوقف عن كل شىء لتتفرغ لادارة هذا السجال او لانتظار نتائجه, وهذا من شأنه ان يوقف نمو المجتمع والدولة معا , وفى وقت نعلم فيه جميعا ( اسلاميين وليبراليين وصامتين) ان هناك صراعا دوليا على منطقتنا , وان هناك من يحاول ان يأخذ دور دولتنا السياسى والاجتماعى , اضافة الى نشوء قوى اقليمية فاعلة تعمل على قيادة العالم الاسلامى , ايران وتركيا مثلا , ناهيك عن تراجع الدور الامريكى والاوروبى فى المنطقة منذ ان ورط المورطون واشنطن فى وحل العراق وافغانستان.

الليبراليون يرون ان مسألة كسبهم المعركة مسألة وقت لا اكثر وهذا صحيح , بينما الاسلاميون يرون انها معركة من ضمن معارك اخرى , وان الصبر والجلد هما الطريق التى تقودهم لانهاء الحرب لمصلحتهم , وهذا خطأ فادح , لانه يخلق جيلا _لدى الطرفين_ لايؤمن بالحوار المتاح حاليا وعندها يصبح السجال على رماد اكلت خيره النار .
تعالو نطفىء هذه النار ونعمل على بناء وطن قادر على حماية اجيالنا ومكتسباتنا .
تعالوا ننضم الى الفئة الصامتة ونستنطقها لنعرف ماذا تريد , تعالوا نفكر فى امننا الغذائى , فنحن لازرع لدينا ولا ضرع , سوى هذا الوطن الذى تصالح فيه الانسان مع تاريخه بشكل لم يكدره سوى العقم الفكرى الذى نعيشه , تعالوا لنجعل الافكار ملك لاصحابها , والوطن للجميع .

كان فيه اب وعن نفسي اتمني انه يحاكم علنا لانه وقف اولاده البنت والولد عمرهم يمكن اربعة وست سنين
وقفهم يعيدوا وراه باسلوب مليان كراهية للحكومة

لم أسمع عن هذا الاب شيئاّ إلا من مداخلتك وقد رأيته الليله الماضية فى برنامج 90 دقيقة، وقد اقتنعت بوجهه نظرك فلست وحدك ممن اشاروا بأصابعهم على هذا الاب وقالو " والله الشخص ده يا مجنون يا مش فاهم حاجه يا سايق فيها وعايز يدخل فى هوجة الاعتصامات حتى ولو على باطل " انا أؤيد من يعتصم ويحتج ويكون على حق بعد ان ضاقت به السبل والوسائل لتحقيق مطالبة

- ولكن هذا الاب يصمم ان لأبنته الحق فى دخول " اولى ابتدائى " بالرغم من عدم بلوغها ست سنوات أو اتمامها سنتين فى مرحلة الحضانه
طبعاّ هو بالنسبة لأبنائة قضوة حسنه فللاسف ستتلاشى المعايير والأسس السليمة التى سينشئ عليها اطفاله وغيرهم ممن لديهم أولياء أمور بنفس التفكير والمنطق
" الصياح والدفاع عن الباطل "
ومن هنا تظهر فقافيع على سطح بركة لأحد انواع الصامتين تلك البركة الساكنه الراكدة التى بداخلها الامراض والاوبئة فطعاّ حين يزورها رياح الحراك الساسى سوف تستجيب فتفوح منها روائح الغباء والتخلف وياليتها ما استجابت

فهذا الاب إن كان مثال الاب السيئ الغائب عن الوعى الذى يتمسك بالمغالطات ويترك الاصل ليصيح ويهلل عليه
فمن هو المسئول عن ما وصل إليه تفكيره ؟

فليس هو وحده ممن يملكون الأفكار الخاطئة ممن يتخبطون فى جدران عاليه
..............................................................
فأستعير احدى الجمل من مدونة هشام
من قصه بعنوان " روح يابنى، ربنا يسهلك " باب حواديت قصيرة
http://heshamelsadr.blogspot.com/search/label/حواديت%20قصيرة
تلك الجملة هى
" أيهما الضحية وأيهما الجانى؟



وفى احد الرويات كان هناك خطيب بارع له لسان فصيح قادر على جلب الجموع حوله وإقناعهم بما لديه من افكار " ووسط الجموع قال احدهم لصاحبه مشيرا بكلماته إلى الخطيب " نعم الابن وبئس الأب " فرد الصاحب وقال له
بل نعم الاب وبئس الجد "
فتلك المقوله السابقة تعنى انه لا عيب ان يكون للخطيب ابا لا يقرأ ولا يكتب ولكن يكفيه فخرا انه علم ابنه " فهو نعم الاب "
اما الجد لهذا الخطيب البارع لن يسعى لتعليم ولده فصار جاهل " فبئس الجد "